قبل فترة كتبت مقالاً تحت عنوان (أين الشعب الفلسطيني من الربيع العربي ؟؟) بتاريخ 2012/06/08 ولا زال السؤال قائماً دون جواب .
لماذا لم يتحرك الشعب الفلسطيني بكل فئآته من أجل إصلاح وضعه الداخلي مع السلطة المسيطرة على الحكم ؟؟ وقبل كل شيء من أجل قضيته و تحرير أرضه من الدولة الصهيونية العنصرية التي احتلت أرضاً فلسطينية و أقامت عليها كيانها منذ عام 1948 ، ولم تسمح آنذاك بريطانيا بإنشاء دولة فلسطينية فتم تقسيم ما تبقى إلى قطاع غزة تحت إشراف مصر ، و الضفة الغربية التي إنضمت إلى المملكة الأردنية الهاشمية . إلى أن جائت هزيمة 67 فاحتلت إسرائيل الضفة و قطاع غزة، ثم بعد ذلك انسحبت و أصبحت الضفة الغربية سلطة فلسطينية شكلياً فقط تحت إشرافها .
إن إسرائيل باقية ، مستمرة في الإحتلال و التوسع الإستيطاني ما دام الشعب الفلسطيني راضٍ بالإستسلام ، مع أن وضعه أسوأ من وضع الشعوب العربية التي قامت بثوراتها وانتصرت ، ولا زال البعض يناضل إلى حين نيل حقوقه والتخلص من الحكومات الديكتاتورية ، وكلنا يتابع كيف ضحت وتضحي الشعوب من أجل حرية أوطانها ، و آخرها الشعب السوري بمختلف فئآته كباراً وصغاراً ولا زالوا يُقدمون آلافاً من الشهداء ، هذا بالإضافة إلى تشريدهم و تدمير بيوتهم و مدنهم و قراهم مع ذلك لم ييأسوا أو يستسلموا ، فلماذا لا يتحرك الشعب الفلسطيني مثل بقية الشعوب ؟؟ وبكل تأكيد سوف تناصره كل الشعوب العربية وكل أحرار العالم.
إن التحرك والدفاع عن قضيته مسؤوليته قبل الآخرين ، إذا أراد الحرية و العيش بكرامة ، فيما مضى كانوا يقولون أن حكام الدول المجاورة يقفون ضد طموحاتهم، أما الآن وبعد الربيع العربي فلا عذر ولا مبرر لهم إلا رغبتهم في تحرير أنفسهم قبل أرضهم ، أما الإعتماد على السلطة الحالية وترك الموضوع لسياستها المهادنة، فسوف تستمر في خذلانهم ولن يحققوا شيئاً أبداً.
إن القائمين على الحكم في السلطة لن يتحركوا ولن يتركوا الحكم بهذه السهولة وهم مدعومين من قبل الحكومة الإسرائيلية حسبما ورد و يرد في وسائل الإعلام الغربية التي تقول بأنهم ليسوا بأحسن مِن مَن سبقهم في مصر وتونس و ليبيا و غيرهم ، و تضيف أن السلطة وجدت في الضفة سلة للنهب و الإستفادة ، وبعضهم لم يكن يملك شيئاً و تركوا وهم يملكون ثروات هائلة في الخارج ، في الوقت الذي يعيش فيه أغلب الفلسطينيين في فقر و ظلم وقهر ولا مصدر لهم ، من جهة أخرى يقول أحد المفكرين الغربيين المتعاطفين مع القضية الفلسطينية أن ما تمارسه إسرائيل من قمـع ضد المواطنين الذين يعيشـون في الضفة لا يتم إلا بموافقة السلطة لأنها لم تقـف يوماً لصد هذه الممارسات التي يجب أن تتوقف بالعمل و المواقف الجادة، وليس بالكلام المنمق و الدبلوماسية ، فكيف تنتقي الحكومة الإسرائيلية من تعتدي عليهم ؟؟ إذ لم نسمع يوماً أنه تم الإعتداء على أسر أو أقارب من في السلطة ، إذاً رجال السلطة باقون متمسكون بالكرسي وهم الدعامة الأساسية لإسرائيل وتصرفاتها العنصرية في الضفة وهي تمارس إرهابها نيابة عن السلطة أو بعلمها . وإلا لماذا يبقى الحكم و الأمر و النهي بيد أفراد أو مجموعة تتصرف كما تشاء ألا يوجد رجال آخرون يستطيعون القيادة غيرهم ؟؟
ما داموا لم يحققوا شيئاً من طموحات الشعب الفلسطيني أو على الأقل أبسط حقوقه للعيش بكرامة ، فلا بُد من التغيير الذي لن يأتي إلا بانتفاضة كل الشعب الفلسطيني الذي كان أول من بدأ بالإنتفاضة قبل سنوات ، فلماذا هذا السكوت الآن؟؟ أَهُم أقل جرأة وشجاعة من إخوانهم في الخط الأخضر الذين يتظاهرون ضد الصهاينة ويعرضون أنفسهم للخطر ؟؟ فهل هذا يعني أن الشعب الفلسطيني في الضفة راضٍ بوضعه ويُحَمِل العالم مسؤولية ما جرى ؟ بهذه الطريقة سوف لن يحققوا شيئاً وقد يأتي يوم و يتفاجئون بتسليم الضفة لإسرائيل بكل ما فيها .
إن القضاء على النشطاء الفلسطينيين خطة مدروسة وسوف تنتهي باعتقالهم فرداً فرداً ، هكذا تخطط إسرائيل بالتعاون مع أفراد من داخل السلطة ، أو من يعيشون الآن في الخارج حسبما يذكر بين الحين و الآخر في وسائل الإعلام الغربية، وهم يسعون إلى أن تقضي إسرائيل على المقاومة في قطاع غزة ومن ثم ضمها لتبقى الضفة وقطاع غزة تحت سيادة إسرائيل ، ثم يتم الإعلان عن إنشاء دولة شكلية بحكم ذاتي لكن كمحافظة أو مقاطعة إسرائيلية ، و الخاسر هو الشعب الفلسطيني ، أما من هم في السلطة فلقد رتبوا أنفسهم للعيش برفاهية في الخارج .
ألم يتسائل الكثيرون حول مقتل عرفات ؟؟ ومن هو الفاعل الحقيقي ؟؟ وحتى لما بادرت الجزيرة بنشر الدلائل حول مقتله فإن التحرك الرسمي الفلسطيني لم يتعدى الرد حينها على أنهم مستعدون لإجراء تحقيق لكن بعدها لم نسمع شيئاً ملموساً .
كم من الوقت تستغرق معرفة الفاعل الحقيقي ومن له المصلحة ؟؟ ولو فرضنا أن إسرائيل هي من صنعت السم و أحضرته ، لكن من أوصله إلى عرفات ولماذا لم يتم التحقيق حينها ؟؟
فإذا كانوا كما يَدَّعون بأن لا حول ولا قوة لهم فليتركوا المسؤولية لمن هم أهل لها ليقوموا بواجبهم وهذا لن يحدث إلا بتحرك شعبي.