سقط حسني مبارك، كما سقط من قبله زين العابدين بن علي ، وقبلهم شاه إيران وصدام حسين ، هؤلاء مجرمون قتلة بشر سنحت لهم الفرصة أن يحكموا دولاً بالنار والحديد ، ومن مشى على هذا الدرب في الطريق إلى زوال ، فها هو علي عبدالله صالح يعالج في مستشفى بعيداً عن اليمن ولن يرجع إليه وإن رجع لن يكون رئيساً. فمن كان يصدق أن يقف حسني مبارك في قفص الإتهام مع أبنائه ليقول أفندم لرئيس المحكمة ، الذي هو وغيره كانوا يقولون له أفندم وهم يرتعشون هذا إن استطاعوا فتح أفواههم أمامه!! لكن هذا ما حدث وهذا ما شاهدناه وتابعه العالم عبر الفضائيات العربية والأجنبية فهل يستفيد من هذه التجربة بقية الرؤساء العرب ويتعلموا من الدرس ويدركوا أنهم مهما قسموا أوطانهم أو عينوا من طغاة ومنافقين ومفسدين حولهم ، فلن ولم يتمكنوا من الإستمرار إلا بإرادة ودعم شعوبهم ، فالشعب والوطن باق ولن يتغيرا ، أما الذين تسيدوا على شعوبهم بدل أن يخدموها ، وعيشوهم في ارتياب وذعر ، فهم راحلون عاجلاً أم آجلاً ، حتى أنهم لن يتركوا سيرة تذكر ، لترحم عليهم شعوبهم وياليتهم كانوا كقلة من الحكام الذين مر وقت على رحيلهم إلى جوار ربهم لكنهم إلى الآن يعيشون بين شعوبهم بأعمالهم ومواقفهم وذكراهم الطيبة.
? إن هذا العصر عصر الشعوب فلن يصبح أحداً رئيساً إلا إذا اختاره وقـَبلَ به شعبه ، مهما حاولت الأبواق الإعلامية التابعة له من تلميعه ، ومهما أحاط به من مفسدين ، فهو و نظامه إلى زوال ، وقوة الإرادة الشعبية في يومنا هذا سوف تعجل بنهايته كهؤلاء. لكن هل يتعلم ويستفيد المتمسكون بكرسي الحكم مما حدث؟؟ يتضح لنا من خلال ما نشاهده عبر الفضائيات العربية والأجنبية ، أنهم بعيدون عن ذلك فالكل يتصور أو يصور له أنه ليس كهؤلاء وأن شعبه يختلف عن باقي الشعوب ، مع ذلك وفي ظل ثورات 2011 العربية لن تكتفي الشعوب التي تعاني ، بالحلم بالحرية والديمقراطية بل سوف تتحدى أوضاعها وتنهض بثقة وعزم للدفاع عنهما ، وسوف تهتز كراسي البعض مهما تمسكوا بها ومهما ادعوا بأن ما يجري في دولهم مؤامرة خارجية ، وتناسوا أن العالم يعيش في عصر مختلف ولايمكن أن تنطلي مثل هذه الإدعائات على الشعوب العربية و العالم المتعاطف معها ، فإن كانت هناك مؤامرات خارجية فهي سوف تكون لصالحهم وليست ضدهم. فهناك من حاول أن يدعي بأن الإنجاز التاريخي لشعوب مصر وتونس وليبيا واليمن مدبر وممول من الخارج ومن قبل جهات لها مصالحها الإقليمية ، ألم يكن هؤلاء الرؤساء الذين سقطوا في يوم من الأيام تابعون وخدام مخلصون لهذه الجهات؟
نعم الشعوب العربية استفادت من التطورات الحاصلة في العالم في مجال التكنولوجيا واستخدمتها لصالح ثورتها رغم أنف الدول المنتجة لها ، فبفضل هذه الوسائل تمكنت الشعوب من الضغط لتغيير أوضاعها ، لأنها تريد العيش بحرية وكرامة ولا تريد العيش على أرض دون إحترام إرادتها ، وفي ظل قوى أمنية تتحكم في مصيرها ، فالعالم تغير بفضل ثورة التكنولوجيا والتقدم العلمي وعلى الجميع أن يدرك ذلك ، وشباب هذا الجيل ليسوا كمن سبقوهم وعلى الحكومات احترام أفكارهم وعقولهم وإلا كان مصيرهم كمصير من سبقوهم ، فالأمم باقية والأفراد إلى زوال مهما كان نفوذهم وقوتهم فهي مؤقتة !!! ولو كان غير ذلك لما سقط الإتحاد السوفياتي وحائط برلين ولما ثار الشعب الروماني ضد شاوشيسكو ولما قامت الثورة الإيرانية والأمثلة في التاريخ كثيرة أما في عصر التكنولوجيا والإنترنت فالثورات لها فعالية أكبر وانتشار أسرع و أهمية أكثر. فمتى يتعلم ويستفيد العرب من تجاربهم وتجارب الآخرين ويعترفون بأنهم يعيشون في عصر جديد ومع جيل مختلف لا يرحم ، لذا لا يمكن لأي فرد البقاء على الكرسي إلى الأبد ليتحكم كما يشاء.