بدعوة من المنظمة الدولية (اليونسكو) قام سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم بزيارة إلى مقرها في العاصمة الفرنسية باريس . وقد وقع سموه خلال زيارته على مذكرة تفاهم بين اليونسكو وهيئة آل مكتوم الخيرية ، كما أشاد سموه بالتعاون الدائم بين المنظمة و دولة الإمارات العربية المتحدة التي تعتبر صرحاً للعمل الخيري والإنساني في مختلف قارات العالم . وما الدعوة الموجهة من اليونسكو لسمو نائب حاكم دبي ، إلا إعتراف بالعطاء الخيري والإنساني اللا محدود لدولة الإمارات العربية المتحدة ، كما هو إعتراف وتقدير للدور الذي تقوم به هيئة آل مكتوم الخيرية والعمل الذي تقدمه في هذا المجال .
تأسست منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) سنة 1945 ، بعد الحرب العالمية الثانية ، أهدافها إنسانية من بينها : السلام ، الأمن ، العدالة ، أما نشاطاتها فمتعددة منها الثقافة ، التربية ، التعليم ، لا تتأثر بتوجهات الدول السياسية ، رغم الإنتقادات التي تتعرض لها بين الحين والآخر .
أما هيئة آل مكتوم الخيرية التي تأسست عام 1997 فهي تستحق هذا الإعتراف والإشادة الدولية عن جدارة وإستحقاق بما تقدمه من أعمال خيرية و إنسانية في مجالات مختلفة وفي جميع القارات و بالذات الدول و المجتمعات الفقيرة في أفريقيا وتشمل حوالي 21 دولة و 12 دولة في آسيا ومن بينها دول كالموزمبيق في أفريقيا و منغوليا في آسيا ، فهي تدعم العديد من المشاريع في مجالات متعددة كالتعليم والصحة والمأوى ونشر الثقافة الإسلامية كما تقدم مساعداتها للجمعيات والمؤسسات العامة وقامت بإنشاء مراكز إسلامية ثقافية وتعليمية في كل من إيرلندا و إسكتلندا و هولندا ، وتقديم المساعدات والدعم في مجالات مختلفة كبناء و إستكمال المساجد و المنح الدراسية للطلبة المسلمين و إفطار الصائم و إيفاد حجاج إلى بيت الله الحرام وغيرها في مختلف أنحاء أوروبا ، و إستطاعت المراكز الثقافية الإسلامية أن تصبح منبراً لدخول آلآف إلى الدين الإسلامي بفضل الرعاية والدعم الموجودين فيها حيث تقدم الجاليات المسلمة خدمات جليلة للتعريف بالإسلام و مبادئه الإنسانية السامية ونشر تعاليمه من خلال هذه المراكز و من خلال المعاهد التعليمية في الدول المذكورة . ولم يقتصر عطاء هيئة آل مكتوم الخيرية على أوروبا ، بل وصل إلى دول مثل المكسيك و الأرجنتين و كندا و أستراليا و نيوزلندا و الولايات المتحدة الأمريكية ، دون ضجة إعلامية لأن هدفها إنساني ، وهو رفع المعاناة عن المحتاجين . مع أننا نعيش في عصر يتم فيه نشر أي عمل من أجل الإستفادة والدعاية الإعلامية لكن مؤسس هيئة آل مكتوم الخيرية ، لا يبتغي إلا مرضاة الله ، ومساعدة الفقراء والمحتاجين وما أكثرهم في هذا العصر الذي فيه الأغنياء يملكون المليارات ، ومليارات من الفقراء لا يملكون قوت يومهم ، وينتشر الفقر والجوع في بعض الدول مع أن لديها موارد طبيعية تفوق الخيال في آسيا و أفريقيا إلا أنها مستغلة من طرف الدول الكبيرة و القوية التي تريد لهذه الدول العيش في فقر وجهل لكي تستفيد هي و تستقوي . و إلا لماذا لا تقوم الدول الغنية بمساعدة الفقراء و الحد من هذه الظاهرة اللاإنسانية بدل صرف المليارات على أسلحة الدمار و القتل ، لإحتلال الدول ونهب ثرواتها وتشريد شعوبها ؟؟ حيث ذكرت تقارير مؤخراً أن الحرب على العراق كلفت حوالي 50 مليون دولار يومياً ، ولا زالت التكلفة مستمرة ، بالإضافة إلى تكلفة أخرى لتعمير المدن العراقية التي دمرتها هذه الحرب.
فإلى متى تفرض الدول الغنية والتي تسمى بالدول القوية و القادرة عسكرياً سياستها على العالم بالقوة والجبروت ؟؟ بدل دعم الشعوب الفقيرة ومساعدتها للإستفادة من مواردها الطبيعية ، و إنتشالها من الفقر والجوع بدل زيادة معاناتها ، ليعيش العالم في رفاهية وسلام و يبتعد عن الكراهية التي تضر الجميع بما فيه الدول الغنية.
متى يدرك هؤلاء الساسة أن الصرف على الحروب التي كلفت دولهم خلال السنوات الماضية كما ورد في وسائل إعلامهم حوالي 2000 مليار دولار لا يمكن أن يخلدهم؟؟ فكم من إمبراطوريات سبقتهم لا أثر ولا ذكر لها اليوم ، وكم من جبابرة إدعوا العظمة فكانت نهايتهم مأساوية ولم يجدوا مكاناً حتى في مزبلة التاريخ فربع هذا المبلغ أو أقل يمكن أن ينهض بدول و ينتشل شعوبها من الفقر والجوع وفوق كل هذا ينشر الحب والسلام الذي تنادي به كل التعاليم السماوية ويسعى إلى نشره كل محبو الإنسانية.