أقام مجلس دبي الرياضي ندوة تحت عنوان (الرياضة في فكر زايد). في ذكرى زايد الخير، الغائب بجسده والحاضر في قلوبنا بروحه ومواقفه ومناقبه، الشيخ زايد باني دولتنا الحديثة مع اخوة له رحمة الله عليهم جميعاً.
دعيت الى الندوة مع اخوين عزيزين لنلقي الضوء ولو على جزءٍ بسيط من دور المغفور له في مجال الرياضة طبعاً لبَّيت الدعوة ولو أني أعتقد أن أعمال المغفور له لا يمكن أن تختصر في ندوة، لم تكن عطائاته في مجال الرياضة فحسب وإنما في بناء دولة حضارية واتخاذ مواقف انسانية تجاه القضايا العربية والإسلامية ولازال الشيخ زايد حاضر بيننا أبد الدهر وانجازاته وعطائاته في كل أنحاء العالم.
ما ذكرته في الندوة كان ذكريات شخصية افتخر بها.
أول مرة التقيت بالمغفور له كان بملعب نادي النصر الترابي بمناسبة المباراة النهائية لكأس صاحب السمو رئيس الدولة بين فريقي الأهلي والشباب موسم 76/77 وكلفت من قبل المرحوم عبدالله عمران وزير التربية والتعليم والشباب آنذاك بأن أشرح مجريات المباراة للمغفور له. في البداية كنت مرتبكاً كيف سأقوم بهذا الدور أمامه لكني بعد فترة شعرت بالراحة والاطمئنان وأخذت راحتي في الحديث معه، ودونت بعد هذا اللقاء
“كم أنا محظوظ وسعيد”
أما اللقاء الثاني مع المغفور له فكان خلال دورة الخليج في أبوظبي عام 1982 حيث حصلت الإمارات على المركز الثالث ولقد حضر المغفور له افتتاح الدورة واختتامها. في هذه الدورة قرر الاتحاد العراقي الانسحاب وعندما عرف بذلك طلب رؤساء الوفود لإجتماع ودار في هذا اللقاء حوارات كثيرة تحدث بروح القائد وبفكر رياضي وبإسلوب عفوي وتلقائي ودونت حينها
“كم هو حكيم وتلقائي”
واللقاء الثالث كان بحضور سمو الشيخ حمدان بن زايد رئيس اتحاد كرة القدم قبل ذهابنا الى دورة الخليج في مسقط كان حديثه مع شباب المنتخب بروح أبوية وتوجيهات قائد، ثم التفت الينا مسؤولي الوفد بتعليمات ونصائح استفدنا في أول مشكلة واجهتنا في هذه الدورة وحرصنا على تنفيذ هذه التوجيهات، وكتبت بعد هذه الدورة
“لولا هذه النصائح والتوجيهات لكان لنا موقف آخر”
أما اهتمامه بالشباب والرياضة فبدأ منذ ميلاد دولة الامارات وشملهم بالرعاية ودعم لا محدود إيماناً منه بدور الشباب.
ثم في تشكيل أول وزارة في الدولة؛ تم إنشاء أول وزارة للشباب والرياضة، في الوقت الذي لم يكن فيه للرياضة هذا الدور الكبير ولم تكن وزارة تحت هذا المسمى في أغلب دول مجلس التعاون.
أما ما تم انجازه في عهد المغفور له في مجال الرياضة فالكثير والكثير من نوادي رياضية وثقافية وملاعب ومنشآت كصالات متعددة الأغراض لألعاب ومناسبات مختلفة، وعلى رأس هذه المنشأت مدينة زايد الرياضية والتي تم بنائها عام 1982 وأقيمت عليها دورة الخليج الخامسة والتي تتسع لحوالي 60 ألف متفرج وبتكلفة قدرها 600 مليون درهم آنذاك وكان لهذه المنشآت دور في إبراز الرياضة، وحقق شبابنا نتائج اقليمية وقارية ودولية في مختلف الألعاب وعلى رأسها كرة القدم حيث وصل منتخب الإمارات إلى كأس العالم ممثلاً للقارة الآسيوية عام 1988 كما فاز المنتخب بالمركز الثاني في البطولة الآسيوية عام 1986 بالاضافة الى نتائج ايجابية حققتها الدولة في مختلف الألعاب على المستوى الاقليمي والقاري، وهذا لم كن ليتحقق لولا اهتمام المغفور له بالشباب وشملهم برعاية خاصة ودعمه اللامحدود لتحقيق التنمية الشاملة وصُرِفَ على الرياضة في عهد المغفور له حوالي 15 مليار درهم خلال 30 عاماً حسب ما ورد في بعض المصادر.
رحمة الله على قائدنا فأياديه البيضاء شملت دول عربية وإسلامية ودولية