في عام 1971 ولدت دولة الإمارات العربية المتحدة وتكونت من سبع إمارات لتبدأ مسيرة النهضة والتنمية، قامت الدولة بفضل قادة آمنوا بالوحدة ورأوا أنه بدونها لن يكون لهم شأن بين دول العالم.
فبحكمة المؤسسين الأوائل ورؤيتهم الثاقبة أدركوا أن القوة في الإتحاد، والإنسان هو الثروة الحقيقية، والإنجاز لن يتحقق إلا بالمثابرة وتكاتف الجهود، وعلى رأسهم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وأخيه المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم وإخوانهم حكام الإمارات الذين وضعوا اللبنة الأساسية للإتحاد وانتقلت الإمارات من دولة فتية إلى دولة عصرية تضرب بها الأمثال على جميع الأصعدة وأصبحت نموذجاً يحتذى به وتبوأت مكانة متميزة على خارطة العالم.
نحتفل هذه الأيام مع قيادتنا الرشيدة بإنجازات كبيرة وتطلعات عالمية أذهلت العالم، وهاهي تحقق الإنجاز التاريخي بتنظيم معرض إكسبو 2020 في مدينة دبي، هذا المعرض العريق الذي بدأ تاريخه عام 1851 أي منذ حوالي قرنين من الزمن في مدينة لندن وحضره آنذاك حوالي ستة ملايين شخص وما ميزه كأول معرض يقام في ذلك الزمن أن إيراداته استخدمت في تمويل متحف فيكتوريا وألبرت، فيما أقيمت الدورة الثانية عام 1853 في الولايات المتحدة الامريكية في مدينة نيويورك.
وفي عام 1889 استضافت مدينة باريس المعرض للمرة الرابعة، وأبرز ما ميزه تشييد برج إيفل ليكون مدخلاً للإكسبو. وهكذا انتقل بين أوروبا وأمريكا، ولم تنل آسيا شرف استضافته إلا سنة 1970 في اليابان في مدينة أوساكا وفي دورته الأخيرة سنة 2010 استضافته مدينة شنغهاي الصينية وزاره حوالي 72 مليون شخص. وسوف يرجع إلى أوروبا ممثلة في مدينة ميلانو الإيطالية سنة 2015.
وبإذن الله وتوفيقه وتطلعات القادة وجهود شعب الإمارات سوف تستضيفه الدولة في مدينة دبي سنة 2020 ممثلة لكل الدول العربية حيث لم تتجرأ من قبل أية مدينة عربية لطلب استضافته.
إن دولة الإمارات ببنيتها التحتية المتطورة من وسائل نقل وطرق وشوارع حديثة ومنتزهات ومتاحف عالمية وفنادق راقية وأسواق تجارية تلبي جميع الأذواق ونظافة مدنها وشواطئها الجميلة وفوق كل هذا شعبها المضياف الذي يتقبل ويرحب بكل الأجناس والأعراق دون تمييز أو تفرقة تستحق أن تكون رائدة في شتى المجالات وأن تصبح الوجهة المفضلة في منطقة الشرق الأوسط وبفضل قيادتنا هناك انجازات وطموحات قادمة.
إن دولة الإمارات كانت ولا تزال محط أنظار المؤسسات العالمية التي تجد فيها الأمن والأمان وحسن الضيافة، ولقد استضافت في مدنها عدة مؤتمرات دولية وإسلامية وعربية، وأجمع المشاركون في هذه المؤتمرات على تقدمها ورقيها وتميز خدماتها، وكان على رأسها مؤتمر صندوق النقد الدولي IMF الذي انعقد في مدينة دبي عام 2003 في وقت كان العالم يمر بأزمات سياسية وأمنية صعبة. لكن ذلك لم يكن عائقاً أمام عزيمة قيادتها وأبناء الإمارات الذين ساهموا في إنجاح هذا المؤتمر الذي قيل أنه من أنجح المؤتمرات، وأشاد رئيس IMF بهذا النجاح وصرح بأنه لو طلبت دبي استضافته مرة ثانية فإنه لن يتردد في القبول.
أما مدينة دبي ممثلة الإمارات لإحتضان هذا الحدث التاريخي فهي قادرة على إنجاح المعرض بكل إتقان وحرفية، وسوف يكون إكسبو 2020 بإذن الله من أفضل المعارض وسوف يضرب به المثل كما حصل في مناسبات سابقة.
هذه هي دولة الإمارات التي إحتلت المرتبة الأولى عربياً في تقرير التنمية البشرية وعمرها لم يتجاوز الثاني والإربعين.
هذه هي دولة الإمارات ماضية على خطى مؤسسيها الذين يعيشون في قلوبنا ومسيرة البناء والتقدم التي حققتها تجاوزت حدود الوطن.
هذه هي دولة الإمارات ماضية في التطور والتنمية لتحقيق إنجازات تلو الأخرى، إنجازات كانت حلماً وأصبحت واقعاً.
شكراً لقادتنا، شكراً لأبناء الإمارات المخلصين، شكراً لكل من ساهم في الفوز بهذا الحدث،،،
وإلى مزيد من التقدم والإزدهار.