تحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة بعيدها الأربعين وفي مسيرتها إنجازات مهمة في شتى المجالات أدام الله علينا نعمة الأمن والأمان بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي و إخوانهم أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات. كانت مسيرة الدولة حافلة منذ أسسها حكام الإمارات الأوائل وعلى رأسهم المغفور لهما الشيخ زايد والشيخ راشد هؤلاء القادة الذين برؤيتهم المستقبلية وعزيمتهم ، ومواقفهم الجريئة والشجاعة وقراراتهم المتزنة ، إستطاعوا تخطي الصعاب و شهدت الدولة في عهدهم نهضة شاملة و أصبحت لها مكانتها بين دول العالم ، ونَعِم المواطنون والمقيمون بالتطور المذهل في شتى المجالات الإجتماعية والإقتصادية والصحية والتعليم وغيرها. ولا شك أنه كان للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الدور الأكبر ونال إعجاب جميع قادة العالم بما هباه الله من فطنة ، وحنكة سياسية وفكرية ، وحكمة وكرم وسخاء تجاه شعبه والشعوب العربية والإسلامية، ولازال إلى الآن يضرب به المثل بين القادة العرب والمسلمين ، ففي عهده رسخت الدولة سياستها الداخلية والخارجية ، وكان زعيماً أعطى وقدم الكثير في سبيل تطوير الوطن وفي سبيل الإستقرار الإجتماعي والسياسي. وبهذه المناسبة لابد أن نذكر رجالاً لعبوا دوراً في بناء مستقبل الوطن كل في مجاله ، فبالنسبة للسياسة الخارجية كان لمعالي أحمد خليفة السويدي والمغفور له سيف غباش ومعالي راشد عبدالله وعدد من السفراء الأوائل في مختلف دول العالم دور مهم في إبراز سياسة خارجية للدولة واضحة المعالم.
وعلى الصعيد الداخلي كان دور المجلس الوطني الإتحادي بارزاً مع أنه كان ولازال استشارياً فقط ، وأعضاؤه كانوا يختارون ويعينون من قبل أصحاب السمو الحكام كل من إمارته ، وهؤلاء الأعضاء كانوا من ذوي الكفائات العالية ، وكانوا يتخطون دورهم الإستشاري ويتبنون آراء و أفكار لصالح الوطن والمواطن ، ويتقدمون بها إلى رئيس الدولة والحكومة ، أذكر من بينهم المغفور له تريم عمران تريم وزملاؤه أعضاء المجلس في دوراته المختلفة ، وإلى جانب هؤلاء بعض الوزراء الذين تركوا بصمات واضحة وكذلك بعض المثقفين والأكاديميين والكتاب إلى أن انتقلت هذه الدولة الفتية إلى دولة ناضجة ، بفكر وحكمة وإلتزام قادتها ورجالها الذين تفانوا في أداء واجبهم فأوصلوا الوطن إلى بر الأمان.
قبل حوالي عشرين سنة وفي مثل هذه الأيام كنت مع مجموعة من الشباب نتحدث عن دولتنا و آفاق مستقبلها، كنا حينها نحتفل بعيدها العشرين و أذكر بعض ما دونت في مذكرتي آنذاك، كنا نقول بأننا نعيش في عهد دولة قادرة على العطاء والتفاني لتحقيق الإزدهار والتقدم ، نتمنى أن يديم الله علينا هذه النعم ، وأن نعيش لنرى دولتنا دولة المؤسسات التشريعية ، تتبنى مواقف وأفكار وتراقب وتحاسب دور المؤسسات التنفيذية ، وتعطي الأهمية لدور المواطن بجميع فئاته ، لدفع عجلة التقدم والحفاظ على الإزدهار الذي نعيشه ، هذا كان بعض ما دونته حينها.
واليوم ونحن نحتفل بالعيد الأربعين لدولتنا ، اثلجت صدورنا القرارات التي أصدرها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة بهذه المناسبة ، وهذا إن دل على شيء إنما يدل على رعاية واهتمام سموه الدائم بمستقبل أبناء الإمارات وحرصه على تحقيق الرفاهية لشعبه.
إن حب أبناء الإمارات للوطن ولقادته لا أحد يستطيع الطعن فيه أو المزايدة عليه فولائهم لاشك فيه مهما اختلفت الآراء حول بعض الأمور ، ودار في خاطري اليوم ومن باب حبي للوطن ولقادتنا ، وحرصي على تقدير الدور الذي لعبه ويلعبه بُناتُـه بحب واخلاص ، آراءٌ متواضعه أرتأيت أنها قد تساعد في الانتقال إلى مراحل تواكب العصر وتحافظ على رفاهية مجتمعنا وتقدمه: 1) إعادة النظر في قانون المجلس الوطني خاصة بعد الإنتقال إلى مرحلة انتخاب نصف الأعضاء ، و إعطائه دوراً أكثر وضوحاً في مجال التشريع ، والرقابة على الأجهزة التنفيذية أي الوزارات والمؤسسات الإتحادية. 2) السماح للأكاديميين والمثقفين بالكتابة وإبداء رأيهم بصراحة والسير على خطى المغفور له الشيخ زايد الذي كان يؤمن بحرية الصحافة والرأي.
3) إعادة النظر في قرار إحالة عدد من السفراء إلى التقاعد و إبعادهم عن المسؤوليات مع أن بعضهم أقل من سن التقاعد خاصة ونحن في دولة في أمس الحاجة إلى كوادر وطنية فلماذا لا يستفاد منهم في مجالات أخرى وهم لا زالوا قادرين على العطاء و بإمكان الدولة إنشاء مراكز تخصصية سياسية وإجتماعية وإقتصادية للإستفادة من قدراتهم وخبراتهم، لأن مشاكل المواطنين الإجتماعية كثيرة ولابد من إيجاد حل جذري لها مع أننا نعيش حالة اقتصادية جيدة ، ومن بين هذه المشاكل الإجتماعية على سبيل المثال:
• إنخفاض عدد المواطنين وازدياد عدد الأجانب.
• ارتفاع نسبة المواطنين العاطلين عن العمل.
إضافة إلى ذلك هناك أطماع خارجية لدول عدد مواطنيها العاملين لدينا في ازدياد. كل هذا من شأنه أن يقلقنا على الوطن ومستقبله، علينا إذا أن نفكر بغــدٍ أفضل ولا ننبهر بما يجري ويدور حالياً فإيقاع التغيير في العالم سريع وعلينا اللحاق به بكل الطرق و الإستعانة بكفائة كل المواطنين القادرين على العطاء. نتمنى أن يديم الله علينا العزة والرخاء وتظل دولتنا نموذجاً يحتذى به.