كيف وماذا أكتب؟؟ كتب الكثيرون قبلي ونادى الكثيرون بالتغيير قبلي، لكن لا أحد قرأ ولا أحد سمع، فمن يقرأ لا يستطيع التغيير، ومن يسمع لا يستطيع التعبير، هذا هو حال العرب من بيده التغيير لا يقرأ ولا يسمع، ويعتقد أن الآخرين مجانين، فحال شعبه أحسن بكثير من حالهم، وينظر إلى حال الأمة من واقع حالته فما دام هو مرتاح، ليس معذب الضمير، لا أحد يحاسبه ولا يسأله عن مافعل ويفعل، فماذا يريد أكثر من البقاء على كرسيه إلى الأبد رئيساً كان أم وزيراً أم مسؤولاً هذا هو حال العرب. قرية أم الفحم أكبر من أكبر مدينة عربية وسكانها القليلون أقوى من مئات الملايين لماذا؟؟ لأنهم لا يعيشون في ظل بعض الحكام العرب.
وحنين الزغبي أقوى وأكثر جرأة من كل الحكام العرب لأنها لا تعيش في ظل وطن ينطق باسم العرب، والشيخ رائد صلاح أقوى من كل علماء الدين المسلمين والعرب، والمطران كابوتشي أفصح لساناً من كل مسيحيي وأقباط العرب، لأنهم بعيدون عن العرب وعن استسلامهم. فكونوا وابقوا هناك فحالكم أحسن حالاً من العرب، وأنتم أقوى وأكثر جرأة منا وممن يسمي نفسه رئيس سلطة عند العرب. كـُتِبت عشرات المقالات في الصحف العالمية من كتاب وسياسيين بارزين عن حصار غزة وسكوت العرب، وعن أسطول الحرية وموقف الحكومة التركية، وألخص أبرز ماجاء في مقالين قرأتهما مؤخراً لعمق طرحهما في رأيي، الأول تحت عنوان “لماذا العالم العربي متجمد في الوقت الحاضر” منشور على موقع CNN بقلم “كي بيرد” بتاريخ 28/05/2010. يقول فيه الكاتب: أن العالم العربي في القرن الواحد والعشرين لم يتقدم بل توقف عند زمن معين والسبب أنه لا زال يُحكم من قبل حكومات دكتاتورية وعسكرية منذ أكثر من ثلاث عقود لماذا؟؟ ويتابع الكاتب أن عهد الستينات كان أكثر ديمقراطية وتقدمية، ففي مصر في عهد عبدالناصر رغم أنه كان دكتاتوراً حسب قوله إلا أنه جاء إلى الحكم بانتخابات سنة 1956 وكان صاحب شعبية طاغية وصاحب رؤية مستقبلية جديدة أعطت الأمل للشعوب العربية بمختلف فئاتها، وعلى مر التاريخ ولا زالت رؤيته راسخة في أذهان الكثيرين. أما من جاؤوا بعده فلم يأتو بالانتخابات ولم يكونوا قط أصحاب شعبية، وفي حالة استمرار نفس النهج والسيطرة في الحكم فإن هذه الدولة وغيرها ستستمر في التخلف والتجمد
أما المقال الثاني فنشر في النيوزويك تحت عنوان “غضب تركيا مشكلة لإسرائيل” بقلم “أون ماتيوز” بتاريخ 31/05/2010 يقول فيه الكاتب: إن هُجوم إسرائيل على سفن اسطول الحرية سوف يسبب مشاكل حقيقية لإسرائيل نتيجة الغضب التركي الشديد، فتركيا رغم أنها حليفة إسرائيل في الشرق الأوسط إلا أن رأيها ورؤيتها المعارضة لحصار غزة واشتراك مجموعة من مختلف فئات الشعب التركي وجمعيات خيرية أبرزها جمعية ترأسها زوجة رئيس وزراء تركيا، الذين هبوا لمساعدة ومناصرة أهل غزة، جاء ليؤكد موقف تركيا من هذا الحصار، والغضب التركي هذه المرة قد يخلق شرخاً دائماً في العلاقات الإستراتيجية التركية الإسرائيلية خاصة من الناحية العسكرية حيث كان الجيش التركي حليفاً تقليدياً للجيش الإسرائيلي وكانوا دائمي التعاون وإجراء المناورات المشتركة. لذا فضغط الرأي العام التركي بجميع أحزابه بسبب هذا الإعتداء سوف يؤثر بلا شك على هذه العلاقة. هذا هو ملخص المقالين. قال رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان، أمام البرلمان التركي، إن إسرائيل وقحة وسوف تدفع الثمن، فهل هي كذلك في نظر العرب؟ وهل ستدفع ثمن إعتدائها على غزة وقتلها آلاف الأبرياء ومحاصرتها للباقين كما قال أردوغان، أم أنها تفعل ذلك بعلم بعض العرب ومساعدة وتوجيهات أو مباركة البعض الآخر، فهل أصبحت بعض الحكومات العربية شيطاناً أخرس بسبب عجزها عن قول كلمة حق، أم لأنهم شركاء في تلك الحرب فهم لا يمثلون العرب والمسلمين بل لا يمثلون إلا مناصبهم. أين الشعوب العربية مما جرى ويجري في غزة ألم يحن الوقت للضغط على حكوماتها؟؟
لكن عن أي حكومات عربية نتكلم؟ لا أقول أين هي من تركيا هذه الدولة العظيمة، الأكثر عروبة، بل أقول أين هي من جنوب أفريقيا؟؟ أو من نيكاراغوا في أمريكا الجنوبية؟؟ أين هي حكومات الدول العربية المجاورة لإسرائيل؟؟ أليست هي الأولى بالقيام باستدعاء سفرائها من إسرائيل على الأقل؟؟ لكن إن لم تستح ولا أحد يحاسبك فأفعل ماشئت!!! هل يكفي خروج بضعة مظاهرات من هذه العاصمة أو تلك؟؟ والحكومات البوليسية لم تأذن لها إلا خجلاً من نفسها، فلقد أصبح معروف لدى العالم بأن الحكومات العربية تدار بواسطة أجهزة الأمن والمخابرات، حتى يقال أن بعض الدول العربية عدد العاملين في جهاز المخابرات يساوون 10% من مواطنيها أي أن لكل عشر مواطنين مخبر واحد ويقال إن دولة عربية تجاوز عدد من يعمل في أجهزة مخابراتها أربعة ملايين شخص!!! أنهي الموضوع برسالة وصلتني عبر البريد الالكتروني تقول أن وزارة أوقاف عربية طالبت الأئمة والخطباء بالتطبيع مع إسرائيل باعتبارها جارة والإسلام وصى بالجار لأنه دين السماحة والسلام والتسامح لذلك مهما فعلت إسرائيل فإنها دولة جارة والنبي صلى الله عليه وسلم أوصى بالجار.
أكتفي بهذا القدر مما جاء في هذه الرسالة. وأقول لا عزاء لجيل يعيش على مثل هذه القرارات ولا عجب أنه يتحمس لسماع أغاني مثل “إلعـب” و “بابا نايم”!!! ونحمد الله أننا من جيل كانت تلهمه الخطب وتنشر الأمل من حوله في زمن ما، وتشعل حماسته أغاني مثل وطني حبيبي وطني الأكبر “وطني يا جنة، الناس حاسدينها على أمجادها وعلى مفاتنها” يا ترى على ماذا نـُحسد في هذا الزمن ؟؟!! أخيراً إن أهالي غزة العزل هم المنتصرون بكل المقاييس.