قبل أشهر عرض فيلم سينمائي أمريكي في جميع دور العرض في العالم تحت عنوان “عام 2012” تدور أحداثه حول توقعات بكارثة عالمية تختفي خلالها الأرض ومن عليها عام 2012، برع فيه الكاتب والمخرج بنقل صورة مفزعة عن نهاية الكون ولم يجدا من يمثل المنقذ من هذه الكارثة إلا الصين، تلك الدولة القادمة إلى العالم بقوتها وإجتهادها والتي كانت قبل سنوات ألد أعداء الغرب في نظر سياسيه ومثقفيه وأغلب شعوبه، فجأة في أحداث الفيلم أصبحت منقذة من تبقى من شعوب العالم لماذا؟؟ لأنها توحدت شعباً وحكومةً ضد الرغبات الغربية وقاومت أفكار وأوامر الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة، فأصرت على رؤيتها ونفذتها وحصلت على المكانة التي أرادت لذلك لم يجد كاتب ومخرج الفيلم أقدر منها في الوقت الحالي على إنقاذ العالم، وكأنهما أرادا أن يقولا بأن مستقبل العالم بيد الصين مع أنها كانت تصنف مع الدول الفقيرة والنامية. ومع كل اختلاف الغرب وخاصة الولايات المتحدة معها وكراهيته لها وتصديها لأفكارهم لكن أحداً من سياسييهم لم يتجرأ على مهاجمتها مباشرة أو ينقص أو يهين الصينيين، كما حصل مع العرب الذين وصفهم جورج بوش الابن (بيأجوج ومأجوج) حسب ما ورد على لسان الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك في كتاب الصحفي الفرنسي جون كلود موريس الذي يقول فيه كذلك عن الرئيس الأمريكي جورج بوش بأنه كان من أشد المؤمنين بالخرافات الدينية الوثنية البالية، ومهووس بالتنجيم و قراءَة الكتب اللاهوتية القديمة ويجنح بخياله الكهنوتي المضطرب في فضاءات التنبؤآت المستقبلية المستمدة من المعابد اليهودية المتطرفة وكان يكرر في خطاباته عبارات غريبة كالقضاء على محور الشر وبؤر الكراهية وغيرها حسب ماورد في الكتاب.
لكن الكل كان يعرف أنه كان يقصد بهذه العبارات كل من كان يقف في وجه أمريكا خاصة العرب فبدأ خطته بالقضاء على نظام صدام حسين ولم يأبه بما فعله بالشعب العراقي، وكان يتمنى أن تطول فترة حكمه فيقضي على حزب الله وحماس والقوى التي كانت تقف ضد سياسة أمريكا ومصالحها، والحمد لله أن انتهت فترة حكمه إلى غير رجعة. لكن بقي العرب بثرواتهم وقوتهم البشرية ضعفاء تابعين عكس الصين التي استطاعت بإرادتها فرض نفسها بقوة حتى في أفلامهم الخيالية.
هذه البداية كان لابد منها قبل الدخول إلى موضوع الأزمة التي واجهت أوروبا مؤخراً وهي أزمة البركان التي أضيفت إلى الأزمة الإقتصادية العالمية التي لم يتعافى العالم بعد من تداعياتها. فأزمة البركان كارثة طبيعية لايد للبشر فيها لذلك انتشر الفزع والخوف في جميع أنحاء العالم كما أنها كشفت عن عجز الإنسان وعدم قدرته على السيطرة والتحكم في الطبيعة مهما بلغ من تقدم تكنولوجي وعلمي. وبالرغم من أن هذه الكارثة لم تستمر إلا أياماً معدودة إلا أن آثارها كلفت دول العالم مليارات الدولارات، ولو استمرت أو تكررت فقد يواجه العالم كارثة لم تكن في الحسبان.
وحسب رأي بعض خبراء البيئة من المتوقع ثوران براكين في أوروبا وأمريكا خلال الأعوام القادمة وقد تكون أقوى، وكذلك حذروا من ارتفاع منسوب المياه في المحيطات الذي قد يخفي مدناً ودولاً من الوجود، وقد يكون أكبر المتضررين من كل هذا إلى جانب الخسائر البشرية السياحة وشركات الطيران العالمية خاصة الأوروبية.
فهل القادم أسوأ؟؟ وهل السبب العجز أمام الكوارث الطبيعية أم إهمال البيئة على حساب السياسة؟؟ أم عدم أخذ التدابير اللازمة لمواجهة التغيرات المناخية؟؟ أم التغاضي عن إيجاد حلول للمشكلات البيئية كما فعلت الولايات المتحدة في مؤتمر كيوتو في اليابان قبل سنوات حين رفضت التوقيع على البيان الختامي للمؤتمر الذي حضره ممثلوا جميع الدول والمدن المهتمة بالبيئة للمناقشة والعمل على إيجاد حلول فعالة تمنع حدوث دمار بيئي وصدر عنه بروتوكول كيوتو رفض الرئيس جورج بوش الإعتراف به أو التوقيع عليه فتم توجيه رسالة موحدة له من قبل الجهات المشاركة، وهنا لابد من الإشارة أن بلدية دبي كانت ضمن الجهات التي وقعت على الرسالة الموحدة للرئيس الأمريكي لكن مع الأسف الرجل كان مشغولاً بأمور أخرى واهتمامه كما كان يتوهم كان منصباً على القضاء على بؤر الشر والنجاح السياسي كما ورد في الكتاب المذكور، لكن الوقت لازال مناسباً الآن للإهتمام بالبيئة وانقاذ ما يمكن إنقاذه، فهل يتعلم الرئيس الأمريكي الحالي من سلفه ويجنب العالم دماراً بيئياً تتسبب فيه المواد المشعة والكيماوية بكل أشكالها وأنواعها فيأمر ويصادق على الحد منها، ولا يفرق بين الدول الكبيرة والصغيرة ولا بين الدول الحليفة أو دول محور الشر كما أطلق عليها سلفه؟؟ أم سينتصر محور الشر داخل أمريكا عليه؟؟ ويعجز هو بالتالي أمامهم ويصبح مغلوباً على أمره كغيره؟؟ ويبقى وضع العالم كما هو عليه إلى أن تأتي شعوب ودول أخرى أحسن وأكفأ وأجرأ لتنقذ العالم الذي ربما يكون بأيديهم أكثر أمناً و أماناً.