يصف كاتب غربي معروف العرب بأنهم يعيشون بمنطق القرون الوسطى ويقصد بذلك الحكومات العربية الدكتاتورية التي تعذب شعوبها وتكبت حرياتهم وتقضي على أبسط حقوقهم ويعتقد أن العالم العربي هو الوحيد الذي لم يرتقي ويتطور، ولا زال يعيش بهذا الأسلوب، ويتسائل بأن عدد سكان العالم العربي سيصل الى 400 مليون نسمة عام 2015 فهل حالته سوف تتدهور الى الأسوأ أم سوف يكون له رأي آخر؟؟ لكني أخالفه الرأي فعرب القرون الوسطى كانوا أفضل مما نحن عليه اليوم، بوحدتهم تحت راية الإسلام، كانو أكثر تقدما من شعوب أوربا، أما اليوم فنتائج القمم العربية لم تتغير من فاس الى سرت، حيث أنها لم تحقق للشعوب شيئا يذكر، بل لا زالت مجرد عرض للإستقبال على السجادة الحمراء وعلى أنغام موسيقى النشيد الوطني للدول المشاركة.
انعقدت القمة هذه المرة بمن حضر ميزها إعلان العقيد معمر القذافي بأنه سوف لن يستقبل أي زعيم عربي في المطار، على الأقل هذه بادرة جديدة للابتعاد عن الشكليات التي لا داعي لها، وبداية تستحق تكرارها في الاجتماعات القادمة، كما هو حال القمة الأوربية مع الفرق الشاسع بينهما.
إن الشعوب العربية تريد من هذه الاجتماعات رؤية وعمل ينفذ، لا بيانات لا تسمن ولا تغني من جوع، لكن مع الأسف فاجتماعات القمم العربية سوف تظل هكذا الى أن يستيقظ المواطن العربي من نومه العميق.
أما أغرب شيء حدث خلال هذه القمة هو الدعوة لإجتماع استثنائي ينعقد بعد 6 أشهر، لماذا؟!! لا أحد يعرف ولا القادة فسروا ذلك لشعوبهم كعادتهم، فهل علينا أن نستنتج أن القدس هي المعنية بذلك؟؟ أظن أن من اقترح ذلك اعتقد أنه بعد ستة أشهر قد تضم إسرائيل القدس إليها وقد تكون بذلك قد حلت المشكلة الى الأبد
لكن لماذا يدافع العرب عن القدس كما يقول أحد الاخوة وأهل القدس ساكتون وراضون بأوضاعهم ومسؤولوهم لا يختلفون عن باقي المسؤولين العرب، أما الفرق الوحيد فهو بين الضفة وغزة، ففي غزة حراك وأعمال فدائية وشعب يعاني لكن على أرض مستقلة مع كل الحصار المفروض عليها من قبل السلطة والعرب والعدو معا، أما في مدن الضفة فالجنود الاسرائيليون منتشرون في كل موقع ومكان ما عدى مقر الحكومة وكل يوم يقتل شباب وأطفال لا ذنب لهم سوى أنهم يعيشون بمعزل عن حكومتهم ويواجهون العدو الاسرائيلي بكل جرأة ليقولوا كفانا ذلا وإهانة.
قرأت في إحدى صحفنا المحلية ملخص لكتاب يقول بأن اسرائيل تحاصر العرب لتبعدهم عن آسيا، أقول مع الأسف إسرائيل وبمشاركة بعض العرب تبعدنا كل يوم عن بعضنا البعض، فهي إن كانت سبب الانقسام الفلسطيني الفلسطيني والانقسام العربي، فذلك ليس بقدرتها وقوتها إنما بسبب ضعف العرب وتخاذلهم وأنانية المسؤولين وخوفهم على مصالحهم الشخصية، وهاهي كل القمم العربية المتتالية تؤكد ذلك فنحن نختلف فيما بيننا بأسرع مما نتصور وعلى أتفه الأمور والفضل راجع للمسؤولين العرب!!!
أما إتفاقنا ومصالحتنا فهي خارج إرادتنا وتفرض علينا بأوامر من الخارج.
إن أبرز ما حدث في القمة الأخيرة هو حضور “رجب طيب أردوغان” وكلمته التي كانت أقوى من كل الكلمات والبيانات العربية، لماذا؟؟ لأنه كان يعبر عن رأي أغلبية الشعب التركي، أما من حضر من المسؤولين العرب فأغلبهم لم يعبروا في يوم من الأيام عن آراء شعوبهم لأنهم جاؤوا الى الحكم دون اختيار منهم، فالشعوب العربية كما يقال, يجمعها الطبل والمزمار وتحكمها السيوف والمشنقة, فهم على هذا الحال منذ الاستقلال الشكلي، وقد يكون حال من عاشوا في عهد الاستعمار أفضل مما نحن عليه الآن، فعلى الأقل كانوا يعتقدون حينها أن الحكام الفعليين هم المستعمرين وليس من هم على كرسي الحكم.
أما المسؤولين العرب في هذا العصر فيتحكم فيهم المستعمر الجديد حسب عصر الموضة والتكنولوجيا عن بعد وبالرموت كنترول!!!