دبي – دولة الامارات العربية المتحدة
اكتوبر 2001
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها السادة، ضيوفنا الكرام،،،
سيداتي وسادتي،،،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
يسرني أن أرحب بكم في ربوع دولة الإمارات العربية المتحدة، و في إمارة دبي، التي تفتح ذراعيها للمؤتمر السنوي الخامس والعشرين للتنمية الحضرية. لقد اطلعت على برنامج عمل المؤتمر وأعجبت بما يتضمنه من موضوعات بالغة الأهمية لتحقيق أهداف التنمية الحضرية.
مما لا شك فيه أننا نواجه مرحلة جديدة مليئة بالتحديات والفرص والمشكلات في الوقت نفسه. وبصرف النظر عن المسميات التي أطلقت على هذه المرحلة حتى الآن كالعولمة، وثورة تكنولوجيا المعلومات، وعصر الإنترنت، إلا أن ما يهمنا هنا هو طبيعة هذا العصر كي نعرف كيف نتعامل معه.
إن التطور السريع الذي نواجهه في القرن الجديد يختلف نوعيا عما واجهناه في القرن الماضي. وهذا الوضع يُحتِم علينا أن نتعاون جميعاً لمواجهة مختلف تحديات هذا التطور ومشكلاته على مختلف المستويات المحلية والإقليمية والعالمية
أيها السادة،
لقد أثبتت التجارب التنموية التي مرت بها مختلف بلدان العالم خلال القرن الماضي استحالة تحقيق التنمية في غياب توازن ديناميكي بين النمو الاقتصادي والاجتماعي من ناحية، ونمو النظم البيئية وسلامتها وتجددها من ناحية أخرى.
وإنني على يقين بأن معظمكم يعرف هذه التجارب والمفاهيم لذا أود أن أبدي بعض الملاحظات التي تحدد الدور المرتقب لتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات في تحقيق الأهداف التنموية.
أولا:- نقترح النظر إلى التنمية من خلال منظور كلي ، حيث أنه لا يمكن النجاح في تحقيق تنمية حضرية بمعزل عن تحقيق تنمية ريفية وقروية، ولا يمكن تحقيق أية تنمية دون المحافظة على سلامة النظم البيئية وتجددها.
ثانيا:- إن المشاركة الجماعية الكاملة بين القطاع الخاص والعام والحكومة شرط أساسي لنجاح الاستراتيجيات التنموية تأكيداً للمبدأ القائل: “إن التنمية الشاملة تقتضي مشاركة شاملة.” لذا تصبح أهمية إستخدام التكنولوجيا شرطا أساسيا لتوفير المشاركة الجماعية في تحقيق التنمية.
ثالثا:- القيام بتحديد دقيق للأدوار التي يمكن أن تقوم بها تكنولوجيا الاتصال والمعلومات (كشبكة الإنترنت، ونظم المعلومات الجغرافية GIS.
رابعا:- وضع قاعدة معلومات على شبكة الإنترنت تتضمن محاضر ومداولات المؤتمر. و تتضمن كذلك أفضل ممارسات التنمية الحضرية واستخدامات تكنولوجيا المعلومات في هذا المجال ومواصلة العمل على تجديد هذه القاعدة، وتعميم نطاق الاستفادة منها على مختلف المستويات المحلية والعالمية.
أيها السادة، إن إمارة دبي التي كرست جائزة دولية لأفضل الممارسات لتحسين ظروف المعيشة على المستوى العالمي مستعدة لوضع الدروس المستخلصة من تجربتها التنموية، وتجربتها المتصلة بالتحول إلى مجتمع معلوماتي (وما يتضمنه ذلك من اقتصاد رقمي وحكومة إلكترونية). ويسرها أيضا تبادل الخبرات المتصلة بمختلف ميادين التنمية المستدامة واستخدامات التكنولوجيا المتقدمة في هذه الميادين معكم باستمرار.
أيها المؤتمرون الكرام، في الوقت الذي نكرر فيه ترحيبنا بكم في ربوع دبي، لا يسعنا إلا أن نرفع أسمى آيات الشكر والتقدير لقائد مسيرتنا التنموية المظفرة صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة حفظه الله ورعاه، وإلى صاحب السمو الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي تقديرا لتوجيهاتهم السديدة ولقيادتهم الرشيدة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.