يسعدني ويسرني أن أقوم بافتتاح اول مؤتمر معماري وتصميم داخلي ينعقد في دولة الإمارات والذي تنجز أعماله في مركز دبي التجاري الدولي ولا شك أن مثل هذه المؤتمرات والندوات التخصصية لها أهمية كبرى في طرح القضايات ومناقشتها وتبادل الآراء بما يعود بالفائدة على المشاركين والمهتمين في مجال هذه العلوم الهندسية.
إن التطور الهائل في مجال التخطيط الحضري والانشاء والتصميم وفي مجال توفير الخدمات الاجتماعية والسكانية والنهضة الحضارية والمعمارية التي تشهدها دولة الإمارات عامة وإمارة دبي خاصة تم إنجازها خلال حقبة صغيرة من الزمن، بكل المقاييس.
وإنني استسمحكم في هذه الكلمة أن أوجز وأشير إلى بعض النواحي التنموية التي تشهدها إمارة دبي وإلى بعض المشاريع الحضارية التي تشرف عليها بلدية دبي.
لقد انتهت بلدية دبي في عام 1988 من وضع مخطط التنمية الشاملة لامارة دبي، والذي حدد الاهداف التنموية للامارة حتى عام 2005م.
إن الأهداف في خطة التنمية قد انعكست وتنعكس على خطط التنمية العمرانية التي تبنتها البلدية حاليا، ففي الإطار التخطيطي:
– يتم تقسيم الامارة الى قطاعات عمرانية، ومن ثم إنشاء مراكز خدمات حضرية والتي يعتمد مفهومها على تجميع الخدمات الخاصة بطبيعة الاحتياجات المحلية مما يسهم في تقليص التنقلات داخل المدينة وتقليص أوجه التعارض بين استعمالات الأراضي.
وفي الاطار الخدمي وتنمية البيئة الاساسية المساندة، فإن البلدية تتبنى:
– الارتقاء بمستوى شبكة الطرق الرئيسية وتطويرها وتوسعها.
– تحسين التقاطعات الرئيسية بإنشاء الجسور والانفاق.
– وضع اللوائح لتوفير مواقف سيارات في المناطق المختلفة.
– تحسين وضع المواصلات العامة والاشراف عليها.
– انشاء محطة كبرى لتنقية مياه المجاري والاستفادة منها في عمليات الري والزراعة.
– تحسين شبكة المجاري الحالية وتوسيعها بحيث تغطي معظم المناطق السكنية والصناعية.
– انشاء شبكة جديدة لصرف مياه الأمطار والمياه الجوفية.
وفي الإطار الترفيهي وتحسين البيئة، فقد قامت البلدية بتطوير عدد من الحدائق العامة إلى جانب زراعة الشوارع والميادين بالأشجار والمساحات الخضراء مما يزيد من الرقعة الخضراء التي تكسو المدينة بمظهر طبيعي خلاب.
أيها السادة، حيث أن الوقت لا يسعني هنا لمزيد من الشرح والاسهاب به. وحيث أن المؤتمر بأهدافه التي ينعقد من أجلها ينصب على النواحي المعمارية، فأرجو أن تسمحوا لي أن أشير إلى بعض المشاريع العمرانية التي أنجزتها البلدية والتي هي قيد التنفيذ.
ولقد وضعت البلدية من ضمن أهدافها ومن خلال تصميم وتنفيذ المشاريع العمرانية مراعاة المحافظة على التراث العمراني للمنطقة وذلك بإستنباط التصاميم المعمارية والهندسية التي تلائم ثقافة وبيئة دولة الإمارات العربية.
هذا وقد قامت البلدية بتنفيذ العديد من المشاريع الرائدة والتي تمثلت في مشاريع المحافظة على التراث ومباني الخدمات العامة التي انعكست عليها الانماط والطرز المعمارية المحلية بما يناسب عوامل البيئة السائدة.
ففي مشاريع المحافظة على التراث تم:
• ترميم بيت الشيخ سعيد بالشندغة وترميم المدرسة الأحمدية وتوسعة وترميم قلعة الفهيدي بالإضافة إلى العديد من الأبراج القديمة.
أما بالنسبة لمشاريع مباني الخدمات العامة والتي نفذتها البلدية حديثا وتمثلت فيها روح وطابع الطراز المعمارية المحلية فكانت في مباني أسواق الأحياء المركزية وسوق الخضار واللحوم في الشندغة ومباني المقاصب الآلية، مباني مواقف السيارات متعددة الطوابق بالإضافة إلى القيام بتغطية الأسواق القديمة، ولقد حرصت البلدية في تنفيذ مشاريعها على إضفاء الطابع المعماري المحلي بحيث يعكس وجه دبي الحضاري.
ولم يقتصر ذلك على مباني المنشآت العامة فقط بل وشمل ذلك على مشاريع الترويح والترفيه التي أنجزناها مثل حدائق: مشرف – الصفا – شاطيء الجميرا – الخور – وحديقة الممزر.
هذا وقد شجعت البلدية أصحاب المشاريع الخاصة والمكاتب الاستشارية الى تصميم مشاريعهم بما يتلائم والبيئة المحلية والطرز المعمارية السائدة في المنطقة.
وفي الختام إيها السادة أود أن أشير إلى أن طرح قضايا التصميم المعماري الملائم للبيئة المحلية والذي يعكس التراث الحضري للمنطقة بتقاليدها الاسلامية والعربية لهو من المواضيع الجديرة بالبحث في مثل هذه المؤتمرات، كما أن تصميم المباني داخليا واستخدام المواد الملائمة للمناطق الحارة في سبيل توفير الطاقة في عمليات التكييف والتبريد، كما أن قضايا معالجة أمراض المباني بالصيانة الدورية المبرمجة وغيرها من القضايا التي تنتج عن تلك النهضة العمرانية لهي من القضايا التي تشكل درجة كبيرة من الأهمية وجديرة بأن نتناولها في هذا المؤتمر أو مؤتمرات أخرى بالدراسة وإيجاد الحلول المناسبة لها.
مع تمنياتي لكم بنجاح هذا المؤتمر
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته