دبي – دولة الإمارات العربية المتحدة
16/05/2005 18/05/2005
سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم
سيداتي، سادتي،،،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
يطيب لي في هذه المناسبة المتميزة أن أنتهز فرصة إستضافة دبي أول حدث من نوعه في المنطقة وهو الملتقى الدولي الأول لتنمية سياحة ذوي الإحتياجات الخاصة في الشرق الأوسط، لأحيي هذا الجمع، وأشيد بهذا التوجه الإنساني الذي يأخذ بعين الإعتبار هذه الفئة من المجتمعات التي يجب إفساح المجالات امامهم لتوثيق إنتمائهم الى المجتمع بإعتبارهم جزءً متكاملاً منه.
ومن هذا المنظور وفي إطار هذه القناعة الثابتة أولت دبي أصحاب الاحتياجات الخاصة اهتمامها ورعايتها فأسست مركز دبي للتوحد، ومركز دبي لذوي الاحتياجات الخاصة، ، ومركز راشد لرعاية الطفولة والذي يعتبر من أهم مراكز التربية الخاصة بالمنطقة. وقد عرف مركز راشد منذ تأسيسه سنة 1994 بالإهتمام بحقوق ذوي الاحتياجات الخاصة في التعليم والتواصل الاجتماعي. ومن جانبها وضعت بلدية دبي نصب عينيها وهي تنفذ خططها ومشاريعها تضمين الخدمات والتسهيلات التي تفي باحتياجات هذه الفئة ليس فقط للتخفيف عن معاناتهم، وإنما أيضا حرصاً منها على استثمار طاقاتهم وتمكينهم من أن يؤدوا دورهم كاملا في خدمة المجتمع. ومنذ مطلع التسعينات عملت البلدية على استيعاب ذوي الاحتياجات الخاصة لتصبح بذلك إحدى الدوائر الرائدة في تشغيلهم والاستفادة من طاقاتهم وقدراتهم في مختلف الإدارات والتخصصات.
وكذلك وفرت لهم بيئة صحية واجتماعية وثقافية ومادية مناسبة. ولهذا عملت البلدية على مراعاة خدمات ذوي الاحتياجات الخاصة في الطرق ، ومواقف السيارات ، وفي الحدائق والمنتزهات ، والمكتبات العامة والفرعية ، وفي كل مشروع تنفذه البلدية، و يمتد تأثير البلدية في هذا الخصوص إلى المشاريع التي يقيمها القطاع الخاص بحكم الإشراف على المباني بالإمارة.
وهنا لابد لي من التنويه إلى أن مدينة الطفل تلعب دورا هاما في خدمة أصحاب الاحتياجات الخاصة إذ تعفيهم جميعا من رسوم الدخول وذلك بقرار من سمو الشيخ/ حمدان بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي وزير المالية والصناعة رئيس البلدية، إيمانا منه بضرورة انخراطهم في المجتمع ومؤسساته المختلفة كالآخرين فأولت المدينة في جميع مرافقها اهتماما خاصا بجميع أنواع الإعاقات.
وفي هذا الإطار قامت مدينة الطفل، بالاشتراك مع مركز التوحد في إمارة دبي، بتنظيم الملتقى الأول للأطفال العرب وبحضور أطفال من جميع الدول العربية مع ذويهم والمسؤولين والقائمين على قطاعات ذوي الاحتياجات في هذه الدول في22 يناير 2003. ومنها بدأت انطلاقة المركز و افتتاحه رسميا. كما بدأت الانطلاقة الأساسية لوضع الخطط المستقبلية في سبيل تعزيز التعاون وتنسيق الجهود بين الدوائر الحكومية والمؤسسات الخاصة في مجال خدمة ذوي الاحتياجات الخاصة.
كما أسهمت بلدية دبي مع غيرها من الدوائر والمؤسسات في رعاية ملتقى دبي لإعادة التأهيل عام 2004، وهو الملتقى الذي أصبح تقليدا تحرص دبي على تنظيمه منذ انطلاقته الأولى عام 1996.
و نحن لا نشك في أن جميع القطاعات المعنية بالسياحة في دبي تضع في الاعتبار تهيئة الظروف لتوفير خدمات مناسبة لذوي الاحتياجات الخاصة ، لأن الهدف نبيل ويلتقي مع الشعور الإنساني وينسجم مع التطلعات والطموحات البشرية، ولذلك فإن هذا التوجه يستحق الدعم، ويفرض على كل المعنيين العمل من أجل ضمان نجاحه واستمراره.
أيها السادة الحضور ،،،
يكاد أن يكون من المتعذر في هذه العجالة أن نحصر أو نحصي كل ما هو موجود من الخدمات المتاحة لذوي الاحتياجات الخاصة لتشجيعهم على سياحة مريحة وممتعة في دولة الامارات، ولكن هذا لا يمنعني من القول إننا نشهد اليوم أفكاراً جديدة ومتطورة لتنمية هذا النوع من السياحة، وإني على ثقة من أنه بتضافر الجهود، مع التخطيط، والإعلام والتوعية، ورصد الإمكانيات لإنجاز التطلعات سيكون مردودها أضعاف ما ينفق مع توالي أفواج السياح من أصحاب الاحتياجات الخاصة عاماً بعد عام.
والله نسأله التوفيق والسداد ،،،